فصل: سُورَة المجادلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الناسخ والمنسوخ



.سُورَة سبأ:

نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله {قُل لَا تُسأَلونَ عَمّا أَجرَمنا وَلا نُسأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} كلهَا عِنْدهم مَنْسُوخَة وناسخها عِنْدهم آيَة السَّيْف.

.سُورَة الْمَلَائِكَة:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {إِن أَنتَ إِلّا نَذيرٌ} إلى آخر الآية نسخ بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة يس:

مَكِّيَّة وَلَا مَنْسُوخ فِيهَا وَقد ذهب قوم إلى أَن فِيهَا آيَة وَاحِدَة من الْمَنْسُوخ وَهِي قَوْله تَعَالَى {فَلا يَحزُنكَ قَولُهُم} نسخت بِآيَة السَّيْف والأولى القَوْل الأول وَالله أعلم.

.سُورَة الصافات:

مَكِّيَّة وفيهَا أَربع آيَات منسوخات مِنْهَا آيتان متصلتان أوليان هما قَوْله تَعَالَى {فتول عَنْهُم حَتَّى حِين وأبصرهم فَسَوف يبصرون} والآيتان المتصلتان الآخرتان قَوْله تَعَالَى {وَتَوَلٌ عَنهُم حَتّى حينٍ وَأَبصِر فَسَوف يبصرون} وَبَين الحينين فرق كَبِير فالحين الأول انْتِظَار أمْر الله تَعَالَى بقتالهم والحين الثَّانِي كِنَايَة عَن يَوْم بدر وَالْمَشْهُور نسخت الأربع بِآيَة السَّيْف

.سُورَة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {إِن يُوحى إلى أِلّا أَنَّما أَنا نَذيرٌ مُبين}:

نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة مُخْتَلف فِيهَا:

فطائفة من أهل الْعلم يذهبون إلى أَن قَوْله تَعَالَى {ولتعلمن نبأه بعد حِين} من جعل الْحِين آخر الدَّهْر فَلَا نسخ عِنْده وَمن جعل الْحِين يَوْم بدر يكون فِيهِ النّسخ عِنْده والناسخ عِنْده آيَة السَّيْف وَالله أعلم.

.سُورَة الزمر:

مَكِّيَّة غير ثَلَاث آيَات وَهِي قَوْله تَعَالَى {قُل يَا عِبادي الَّذينَ أًسرَفوا على أنفسهم} إلى قَوْله {وَأَنْتُم لَا تشعرون} وَهِي سُورَة الغرف وفيهَا من الْمَنْسُوخ سبع آيَات.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنَّ اللَهَ يَحكُمُ بَينَهُم فِيمَا هُم فيهِ يَختَلِفون}:

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عذابَ يومٍ عَظيمٍ}:

نسخت بقوله {لِيَغفِر لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر}.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَاِعبُدوا مَا شِئتُم مِن دونِهِ}:

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {أَلَيْسَ الله بعزيز ذِي انتقام}:

نسخ الْأَمر من الْخَبَر بِآيَة السَّيْف.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {قُل يَا قَومِ اِعمَلوا عَلى مكانتكم إِنِّي عَامل فَسَوف تعلمُونَ} نسخت أيضا بِآيَة السَّيْف وَكَذَا قَوْله {مِن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيم} نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {فَمن اهْتَدَى فلنفسه وَمن ضل فَإِنَّمَا يضل عَلَيْهَا وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بوكيل}.

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {قل اللَّهُمَّ فاطر السَّمَاوَات وَالأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَهادَةِ أَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبادِكَ فِيمَا كَانُوا فيهِ يَختَلِفون}:

نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة الْمُؤمن:

مَكِّيَّة وَلَيْسَ فِي كتاب الله تَعَالَى سبع سور نزلت بالتأليف وَاحِدَة بعد الْأُخْرَى إِلَّا الحواميم وَفِي الْمُؤمن من الْمَنْسُوخ ثَلَاث آيَات.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر إِنَّ وَعدَ اللَهِ حَقٌّ}:

نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَالحُكمُ لِلَّهِ العَلِيِّ الكَبير}:

نسخ معنى الحكم فِي الدُّنْيَا بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر إِنَّ وَعدَ اللَهِ حَقٌّ فإمَّا نرينك بعض الَّذِي نعدهم أَو نتوفينك فإلينا يرجعُونَ}:

نسخ أولها وَآخِرهَا بآية السَّيْف.

.سُورَة المصابيح فصلت:

مَكِّيَّة فِيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَلا تَستَوي الحَسَنَةٌ وَلا السَّيِّئَةُ} هَذَا مُحكم والمنسوخ قَوْله تَعَالَى {اِدفَع بِالتّي هِيَ أَحسَنُ} نسختها آيَة السَّيْف.

.سُورَة الشورى:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ تسع آيَات.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {وَالمَلائِكَةُ يَسَبِّحونَ بِحَمْد رَبهم وَيَسْتَغْفِرُونَ لمن فِي الأَرْض}:

نسختها الآية الَّتِي فِي الْمُؤمن وَهِي {الَّذين يحملون الْعَرْش وَمن حوله يسبحون بِحَمْد رَبهم ويؤمنون بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ للَّذين آمنُوا}.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مِن دونه أَوْلِيَاء الله حفيظ عَلَيْهِم}:

هَذَا مُحكم {وَما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيل} نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَلِذلِكَ فَاِدعُ وَاِستَقِم كَما أُمِرتَ وَلا تَتَّبِع أَهواءَهُم}:

هَذَا مُحكم وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَقٌل آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللَهَ مِن كِتابٍ} وَبَاقِي الآية مَنْسُوخ إِلَى قَوْله تَعَالَى {اللَهَ يَجمَعُ بَينَنا} نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {مَن كانَ يُرِيد حرث الْآخِرَة نُزُوله فِي حَرثِهِ وَمَن كانَ يُريدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمالَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصيبٍ}:

نسخت الآية الَّتِي فِي بني إِسْرَائِيل وَهِي قَوْله تَعَالَى {مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فِيهَا مَا نَشاءُ لِمَن نُريد}.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلّا المَوَدَّةَ فِي القُربى}:

اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِه الآية فبعض يَجْعَلهَا محكمَة وَهُوَ قَول أبي صَالح مولى أم هَانِيء وَآخَرُونَ يجعلونها مَنْسُوخَة وَهُوَ قَول الْجَمَاعَة فَمن جعلهَا محكمَة رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قدم الْمَدِينَة أحسن الْأَنْصَار جواره وَجوَار أَصْحَابه حَتَّى واسوهم بالأموال والأنفس وَقَالَ بعض الْأَنْصَار لبَعض قد واسيتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقدم عَلَيْهِ الْوُفُود وَلَيْسَ عِنْده شَيْء فَلَو جمعتم لَهُ مَالا فإذا قدم عَلَيْهِ الْوُفُود أنفقهُ عَلَيْهِم فَقَالُوا لَا نَفْعل حَتَّى نستأذنه فاستأذنوه فِي ذَلِك فَنزلت {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا} يَعْنِي على إبلاغ الرسَالَة أَي جعلا الْمَوَدَّة فِي القربى أَن تودوني فِي قَرَابَتي هَذَا قَول من زعم أَنَّهَا محكمَة وَقَالَ آخَرُونَ بل هِيَ منسوخة وناسخها عِنْدهم {قل مَا سألتكم من أجر فَهُوَ لكم}.

.الآية السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا}:

نسخت بقوله عز وَجل {فَمن عَفا وَأصْلح فَأَجره على الله}.

.الآية السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَلمن انتصر بعد ظلمه فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم من سَبِيل}:

نسخت بقوله {فَمن عَفا وَأصْلح فَأَجره على الله}.

.الآية الثَّامِنَة والآية الَّتِي تَلِيهَا:

نسختا بقوله {وَلمن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لمن عزم الْأُمُور}.

.الآية التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من سَبِيل} إلى قَوْله {فَإِن أَعرَضوا فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفيظاً إِن عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغ}:

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة الزخرف:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حَتَّى يلاقوا يَومَهُم الَّذي يوعَدون}:

نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصفَح عَنهُم وَقُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمون}:

نسختها آيَة: السَّيْف.

.سُورَة الدُّخان:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مرتقبون} أَي فَارْتَقِبْ لَهُم الْعَذَاب إِنَّهُم مرتقبون ذَلِك الْمَوْت والارتقاب هَهُنَا الِانْتِظَار نسختها آيَة السَّيْف.

.سُورَة الشَّرِيعَة:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {قُل لِلَّذينَ آَمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لَا يَرجونَ أَيّامَ اللَه} نزلت فِي عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَذَلِكَ أَنه كَانَ بِمَكَّة قد كَلمه رجل من الْمُشْركين بهجر فهم بِهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَنزلت فِيهِ {قُل لِلَّذينَ آمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لَا يرجون أَيَّام الله} وَاخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فَقَالَت طائفة لَا ينالون نعْمَة الله وَقَالَ آخَرُونَ لَا يخَافُونَ نقمة الله ثمَّ صَارَت مَنْسُوخَة بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة الْأَحْقَاف:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {قُل مَا كُنتُ بِدعاً مِنَ الرُسُلِ}:

أَي أول نَبِي بعث هَذَا مُحكم {وَما أَدري مَا يُفعَلُ بِي وَلا بِكُم} هُوَ الْمَنْسُوخ قَالَ الشَّيْخ هبة الله لَيْسَ فِي كتاب الله مَنْسُوخ طَال حكمه كهذه الآية عمل بهَا فِي مَكَّة عشر سِنِين وعيره بِهِ الْمُشْركُونَ وهاجرا إلى الْمَدِينَة فَبَقيَ سِتّ سِنِين يعيرهم المُنَافِقُونَ بهَا وَكَانَ الْمُشْركُونَ يَقُولُونَ كَيفَ يجوز لنا اتِّبَاع رجل لَا يدْرِي مَا يفعل بِهِ وَلَا بِأَصْحَابِهِ وَكَذَا قَالَ المُنَافِقُونَ من أهل الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانَ عَام الْحُدَيْبِيَة خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَصْحَابه وَوَجهه يَتَهَلَّل فَرحا فَقَالَ «لقد نزلت عَليّ الْيَوْم آيَة أَو قَالَ آيَات هِيَ أحب إلى من حمر النعم أَو قَالَ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس» فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه وَمَا ذَلِك يَا رَسُول الله فَقَرَأَ عَلَيْهِم {إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبيناً} إِلَى قَوْله {وَكَانَ الله عليما حكيما} فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه لِيَهنك مَا نزل فِيك فقد أعلمك الله مَا يفعل بك فَمَاذَا يفعل بِنَا فَنزلت {وَبَشِّر المُؤمِنينَ بِأَنَّ لَهُم مِنَ اللهِ فَضلاً كَبِيرا} وَنزلت {ليدْخل الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار} إلى قَوْله تَعَالَى {عَظِيما} فَقَالَ المُنَافِقُونَ من الْمَدِينَة وَالْمُشْرِكُونَ من أهل مَكَّة قد أعلمهُ الله مَا يفعل بِهِ وَمَا يفعل بِأَصْحَابِهِ فَمَاذَا يفعل بِنَا فَنزلت {بشر الْمُنَافِقين بِأَن لَهُم عذَابا أَلِيمًا} وَنزلت {ويعذب الْمُنَافِقين والمنافقات} من أهل الْمَدِينَة {وَالْمُشْرِكين والمشركات} الآية من أهل مَكَّة وَغَيرهَا من الْمُشْركين {الظانين بِاللَّه ظن السوء عَلَيْهِم دَائِرَة السوء} إلى قَوْله {وَسَاءَتْ مصيرا} فَقَالَ عبد الله بن أبي السَّلُولي هَب مُحَمَّدًا غلب الْيَهُود وَهَزَمَهُمْ فَكيف لَهُ قدرَة بِفَارِس وَالروم فَنزلت {وَللَّه جنود السَّمَاوَات وَالْأَرْض} هم أَكثر من فَارس وَالروم {وَكَانَ الله عَزِيزًا} أَي منيعا فِي سُلْطَانه {حكيما} فِي تَدْبيره وصنعه وَلَيْسَ فِي كتاب الله سبع كَلِمَات نسختها سبع آيَات إِلَّا هَذِه.
وَقد اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى {لِيَغفِرَ لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر} فَقَالَ قوم {مَا تقدم من ذَنْبك} قبل الرسَالَة {وَمَا تَأَخّر} بعْدهَا وَقَالَ آخَرُونَ {مَا تقدم من ذَنْبك} أَي من ذَنْب أَبِيك آدم {وَمَا تَأَخّر} من ذنُوب أمتك لِأَن بِهِ تيب على آدم وَهُوَ الشافع لأمته فَمن بذلك عَلَيْهِ وَقَالَ آخَرُونَ {مَا تقدم} من ذَنْب أَبِيك إبراهيم {وَمَا تَأَخّر} من ذَنْب النَّبِيين فبه تيب عَلَيْهِم وَقيل {مَا تقدم من ذَنْبك} يَوْم بدر {وَمَا تَأَخّر} يَوْم هوَازن وَذَلِكَ أَنه قَالَ يَوْم بدر اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة لَا تعبد فِي الأَرْض أبداْ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ من أَيْن لَك أَنِّي لَا أعبد فِي الأَرْض فَكَانَ هَذَا الذَّنب الْمُتَقَدّم وَأما الْمُتَأَخر فَقَالَ يَوْم هوَازن وَقد انهزم أَصْحَابه لِعَمِّهِ الْعَبَّاس وَابْن عَمه أبي سُفْيَان بن الْحَارِث «ناولاني كفا من حَصْبَاء الْوَادي» فناولاه فَاسْتقْبل بِهِ وُجُوه الْمُشْركين وَقَالَ «شَاهَت الْوُجُوه» وَكَانُوا أَرْبَعِينَ ألف فَمَا بَقِي مِنْهُم رجل حَتَّى امتلأت عَيناهُ رملا وحصى وَانْهَزَمَ الْقَوْم عَن آخِرهم فَلَمَّا رَجَعَ أَصْحَابه إليه قَالَ «لَو لم أرمهم مَا انصرفوا» أَي لم ينهزموا فَنزلت {وَمَا رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللَهَ رَمى} وعَلى هَذَا مُعَارضَة لقَائِل يَقُول أثبت الله لَهُ الرَّمْي ثمَّ نَفَاهُ عَنهُ فَالْجَوَاب عَن ذَلِك أَن الرَّمْي يحتوي على أَرْبَعَة أَشْيَاء على الْقَبْض والإرسال والتبليغ والإصابة فَكَانَ الْقَبْض والإرسال من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والتبليغ والإصابة من الله تَعَالَى.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر كَما صَبَرَ أولُوا الْعَزْم من الرُّسُل}:

نسخ الْأَمر بِالصبرِ بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:

وَهِي من السُّور الْمُخْتَلف فِي تنزيلها فَقَالَت طَائِفَة نزلت بِمَكَّة وَهُوَ مَرْوِيّ عَن السّديّ وَالضَّحَّاك وَقَالَ آخَرُونَ نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مَرْوِيّ عَن مُجَاهِد وَهِي إِلَى تَنْزِيل الْمَدِينَة أشبه وَالله أعلم.
تحتوي من الْمَنْسُوخ على آيَتَيْنِ:

.الأولى مِنْهَا قَوْله تَعَالَى {فَإِمّا مَنّاً بَعدُ وَإِمّا فِداءُ}:

نسختها آيَة السَّيْف وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أَنَّهَا نسخت بِالآية الَّتِي فِي سُورَة الْأَنْفَال وَهِي قَوْله تَعَالَى {إِذْ يوحي رَبك إِلَى الْمَلَائِكَة} إلى قَوْله {كل بنان}.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَلا يَسأَلكُم أَموالَكُم}:

نسخت بقوله تَعَالَى {إِن يسألكموها فيحفكم تبخلوا وَيخرج أضغانكم}.

.سُورَة الْفَتْح:

نزلت بِالْمَدِينَةِ وفيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ فِيهَا وَهِي إحدى السُّور السِّت وفيهَا سبع آيَات نسخت سبع كَلِمَات.

.سُورَة الحجرات:

نزلت بِالْمَدِينَةِ بإجماع وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ.

.سُورَة ق:

وَهِي سُورَة الباسقات نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر عَلى مَا يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبك}:

نسخ معنى الصَّبْر بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {نَحن أعلم بِمَا يَقُولُونَ}:

فَحكم وَقَوله {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بجبار} أَي بمسلط نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة الذاريات:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {وَفي أَموالِهِم حَقٌّ لِلسائِل وَالمَحروم}:

نسخ ذَلِك بِآيَة الزَّكَاة.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَتَوَلَّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلومِ}:

نسخت بقوله تَعَالَى {وَذَكِّر فَإِنَّ الذِكرى تَنفَعُ المُؤمِنين}.

.سُورَة الطّور:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {قُل تَرَبّصوا فَإِنّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ}:

نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَاِصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعيُنِنا}:

نسخ معنى الصَّبْر الْأَمر بِآيَة السَّيْف وَقد قيل وَالله أعلم أَنه قَوْله {فَذَرهُم حَتّى يُلاقوا يَومَهُمُ الَّذي فيهِ يَصعَقون} نسخ بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة النَّجْم:

مَكِّيَّة بِإِجْمَاع وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {فَأَعْرض عَن من تولى عَن ذكرنَا}:

نسخ الْإِعْرَاض بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَأَن لَيسَ لِلإِنسان إِلّا مَا سَعى}:

نسخ ذَلِك بقوله تَعَالَى {وَالَّذينَ آمَنوا وَاِتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بهم ذُرِّيتهمْ} الآية وَلَوْلَا هَذِه لبطلت الشَّفَاعَة.

.سُورَة الْقَمَر:

مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {فتول عَنْهُم} نسخ معنى التولي بِآيَة السَّيْف وباقيها مُحكم.

.سُورَة الرَّحْمَن عز وَجل:

هِيَ من السَّبع عشرَة سُورَة الْمُخْتَلف فِيهَا فَقَالَت طَائِفَة نزلت بِمَكَّة وَقَالَت طَائِفَة نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي إِلَى تَنْزِيل مَكَّة أشبه لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لقد كَانَت الْجِنّ أحسن ردا مِنْكُم على رَبهم تَعَالَى حِين قَالُوا وَلَا بِنِعْمَة من نعمك رَبنَا نكذب» وَحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَرَأَهَا فِي الْحجر وَوَثَبْت بِهِ قُرَيْش وَكَانَ الصَّحَابَة ينهونه عَن أَن يعلن بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ الصَّحَابَة بَعْدَمَا جرى عَلَيْهِ مَا جرى ألم ننهك عَن ذَلِك فَقَالَ «وَالله لَئِن عَاد أَعدَاء الله لأعودن» فَهَذَا دَلِيل على نُزُولهَا بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ.

.سُورَة الْوَاقِعَة:

مَكِّيَّة وَقد أجمع الْمُفَسِّرُونَ كلهم على أَن لَا نَاسخ فِيهَا وَلَا مَنْسُوخ إِلَّا مقَاتل بن سُلَيْمَان فانه يُقَال فِيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلينَ وَقَليلٌ مِنَ الآخِرينَ} نسخهَا قَوْله تَعَالَى {ثُلَّةٌ مِن الْأَوَّلين وثلة من الآخرين}.

.سُورَة الْحَدِيد:

هِيَ مِمَّا أختلف فِي نُزُولهَا فَقيل نزلت بِمَكَّة والقائلون بِهَذَا الْوَجْه يحتجون أَنه الْقُرْآن الَّذِي لقنه خباب بن الْأَرَت لأخت عمر بن الْخطاب رضي الله عَنهُ وَزوجهَا سعيد بن زيد وَقَالَ آخَرُونَ بل الَّذِي لقنها أول سُورَة طه وَالله أعلم وَقَالَ آخَرُونَ نزلت بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ.

.سُورَة المجادلة:

مَدَنِيَّة بإجماعهم وفيهَا آية منسوخة وَهِي إحدى فَضَائِل عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه لِأَنَّهُ روى عَنهُ أَنه قَالَ إن فِي كتاب الله آيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا يعْمل بهَا اُحْدُ بعدِي إلى يَوْم الْقِيَامَة فَقيل وَمَا هِيَ قَالَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما كثرت عَلَيْهِ الْمسَائِل تبرم خيفة أَن يفْرض على أمته مَا يشق عَلَيْهَا فتندم فَعلم الله ذَلِك مِنْهُ فَأنْزل الله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا ناجَيتُمُ الرَسولَ فَقَدِّموا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُم وَأَطهَرُ فَإِن لَم تَجِدوا فَإِنَّ اللَهَ غَفورٌ رَحيم} فأمسكوا عَن السُّؤَال فَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه وَلم أملك إِذْ ذَاك إِلَّا دِينَارا فَصَرَفته بِعشْرَة دَرَاهِم وَكنت كلما أردْت أَن أسأله عَن مَسْأَلَة تَصَدَّقت بدرهم حَتَّى لم يبْقى معي غير دِرْهَم وَاحِد فتصدقت بِهِ وَسَأَلته فنسخت الآية وَنزلت ناسختها {أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات فَإذْ لم تَفعلُوا وَتَابَ الله عَلَيْكُم فأقيموا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} فَصَارَت ناسخة لَهَا واختص عَليّ بفضلها.

.سُورَة الْحَشْر:

مَدَنِيَّة وفيهَا نَاسخ وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {مَا أَفاءَ اللَهَ عَليَ رَسولِهِ من أهل الْقرى فَللَّه وَلِلرَّسُولِ} الآية.